الفنان سالم الخرجي قد قدم أعمالاً تتميز بالدقة والرقة بجانب ما تتميز به من حداثة وخبرة عالية في الشكل واللون والتكتيك
ويعتبر سالم الخرجي من أكثر فنانينا ارتباطا بتسجيل الواقع في تجاربه منذ بداية السبعينيات، حيث قدم لنا تجارب ترتبط بتسجيل الواقع، لكنه كان دائما على صلة وثيقة بعوالم أخرى لها علاقات خاصة تختلف عن العالم المرئي، إلى أن انتقل من التسجيل المباشر للبيئة إلى الأسلوب السريالي ليقدم لنا العالم المعاصر الذي نعيشه.
وفي مرحلة السريالية هذه، كان هناك ارتباط عميق بينه وبين البحر ولهذا يربط الخرجي بين السريالية والرؤية الجديدة، ويعيد استخدام السريالية لغرض أساسي هو أن يقدم الواقع الإنساني المعاصر.
وهو في كل تطوراته يستخدم كل تصوراته والتحولات للأشكال والعوالم السريالية لهدف أساسي، هو أن يقدم لنا هذا الواقع من كل الأشكال التي نشعر بعلاقاتها التشكيلية الخاصة التي تترجم عالما فنيا يختلف بعلاقاته عن عالم الواقع.
وتوظيف هذه العناصر التراثية ضمن اللوحة أخذ شكلا معاصرا فيه التأكيد على حقيقة واقعة، وفي نفس الوقت اللغة التشكيلية التي توصل إليها في مرحلته التي يتعامل معها اليوم لينتقل إلى منحنى آخر.
وانتقل الخرجي من مرحلة رسم التراث للتعبير عن واقع إلى مرحلة دفع الواقع إلى مستوى التراث للدلالة على صفات متميزة.
ويمضي الفنان سالم الخرجي قدما في تجاربه مزودا بالثقة ومتكئا على أسس راسخة، فالفن عنده إحساس وحالة إنسانية لها تأثيراتها وإشكالياتها وحضورها.
اللون والشكل في لوحاته عنصران يكمل أحدهما الآخر مما يجعل لوحاته تحافظ على تأليفها الخاص الذي يساعد في كمالها وتركيبها وإيصال مقولتها.
أعمال سالم الخرجي حالات شاعرية بعيدة عن الأساليب التسجيلية، فهو يعرف كيف يحرر نفسه حيث سكب ذاته المتقدة على البيوت والأحياء والصحراء والبحر فغمرته بالحب. ويعتبر هذا الإنجاز تكريما واعترافا للفنان وفنه.