يقال بأن الفن التشكيلي روح متجددة تضفى رونقا ربانيا على ماهية حياتنا كبشر وبناء على هذا وانطلاقا من فلسفة الكون التي يمنحنا إياها هذا الفن لندرك ميتافيزيقية تكويننا ,خصصنا هذا اللقاء مع فنان تشكيلي من بانياس الساحل.
الشاب سالم ابراهيم سلمان من مواليد بانياس 1988 ,شارك في العديد من المعارض كمعرض الفنانين لدعم أطفال التوحد في دار الأسد للثقافة والفنون في اللاذقية, معرض قصر المؤتمرات في دمشق, معرض ادونيس للفنانين الشباب في حديقة العروبة ومعرض candelabraفي آبي رود كافيه في اللاذقية ,كما شارك في مهرجان جبلة عيشها غير 2014.
منذ الابتدائية كانت الموهبة لدي شيء فطري ثم بدأ التشجيع من اهلي ومحيطي كالمدرسة, ومن عمر 12 بدأت أنتج مناظر طبيعية وصور شخصية وفي الاعدادية عندما اطلعت على أعمال فناني عصر النهضة أدركت ان الفن يتطلب ممارسة وتركيز ويجب ان يكون الإنسان على قناعة أنه ليس متفوق بل يسعى للتفوق وبعدها بدأت مشاركات في معارض عديدة مع بداية دراستي الجامعية.
كان لفناني مطلع القرن العشرين اثر كبير في تجربتي الفنية, فأخذت الخطوط والمنحنيات, ثم عملت على الغرفيكس (graphics ) واستخدام الأحبار على الورق ولكن اغلب فني ولوحاتي استوحيتها من المحيط العصري فاخد ما يعجبني من حياتي اليومية ﻷعيد تشكيله بإسلوبي الخاص فاستوحيت من قطط الشوارع ,منظر المدينة وعتمة الليل ،و من الخوف داخل الناس أيضا, ربما هي نوعا ما سوداوية و تخلو من التفاؤل لكنها واقعية بعض الشيء.
كان هناك معاناة كبيرة في الحصول على كل من المواد والتدريب, كما أن القدرة المادية تلعب دور كبير ففي بعض الأحيان اضطررت للعمل على خامات بدائية كالكراتين فقوبلت بنوع من النقد ولكن لا نريد انا نكون متشائمين.
بشكل عام علاقة الفنان مع المجتمع علاقة متذبذبة, حيث اجد الكثير من التشجيع ولكن عدم وجود ثقافة بصرية عند المجتمع يشكل حاجز بين المجتمع والفنان. ونتيجة لمستجدات الحياة في المجتمع لم يعد هناك مكان للإنتاج الفني الإنساني عند وجود الدم.
تتخلل الاشباح والوحوش في اعمالي فهي نابعة من الازمة وهذا الجانب المتوحش من الناس الذي يحارب الإنسان ايضا يظهر في لوحاتي. وانشاء الله سنتجاوز هذه الازمة فاﻹنسان السوري إنسان جبار والدليل على ذلك الخامات الرائعة من الفنانين التشكيليين والموسيقيين السوريين الذين ابهروا الخارج.
اليوم وزارة الثقافة تقدم تسهيلات في جوانب معينة وتقوم بنشاطات عديدة ومع ذلك نتمنى ان توجد عناية اكبر وتفعيل اكثر للمراكز الثقافية فهي مهيئة لدعم الفنانين. كما اتمنى الاستمرارية للمركز الثقافي العربي في بانياس في نشاطاته المتنوعة.
