نشرت مجلة «المبتعث» -وتصدر عن الملحقية الثقافية السعودية في الولايات المتحدة الأمريكية- في ثمانينيات القرن الماضي تحقيقا مصورا عن الفنان سعد المسعري، وهو الذي درس في الولايات المتحدة، وحصل على الماجستير في التصوير والنحت عام 1981 ليستكمل دراسته ويحصل على الشهادة الختامية في مجالات الفنون التشكيلية العلمية عام 1983، سلط التحقيق الضوء على دراسة الفنان واستعرض بعض أعماله الفنية والخزفية، خاصة معرض المملكة بين الأمس واليوم، واستضافته أكثر من دولة محطة في مسيرة هذا الفنان، الذي قدم فيه أعمالا تصويرية تأثرت في بعضها بتلوينات أعماله الخزفية من خلال العلاقات المساحية أو اختياراته اللونية، التي قاربها بلون الطين الأحمر، يكتب في بعض الأعمال عبارات أو يرسم حروفا لبعضها معنى، وللبعض الآخر قيم جمالية فيها التركيب والتوزيع ورسم العلاقات، في أعمال الرسم نلحظ تنوع المواضيع والأفكار والتقنيات. رسم المشاهد المحلية في البحر والصحراء والمعمار وفق رؤية هندسية تتجاور فيها المساحات وتتناغم التلوينات. في مثل تلك الأعمال وهي قليلة يحيلنا إلى مستوى أدائه الفني، الذي يتأثر بتوجهات الفن الحديثة، أما أعماله الأخرى المجسمة، التي أنجزها فترة دراسته فقد كانت أشبه بصروح وهو يشتغلها ويؤلفها كمن ينشئ معمارا حديثا بتشكيله الهندسي، وتلويناته وتوزيع عناصره، يشتغلها بحس فني شعبي عالٍ ودقيق، يرسم علاقاته وأوجهه بحسابات تكوينية دقيقة، وأعماله تلك قليلة وربما من الصعوبة تنقلها بين المعارض، لذا كانت مشاركاته مع محدوديتها قاصرة على اللوحة المعلقة، نشاطه الفني بدأ سبعينيا من خلال حضور دورات في الموسيقى والتصوير الضوئي 1975. يرى أسلوبه خلاصة دراسات موسعة لفنون الشرق الأوسط في قالب حديث وبطابع عربي إسلامي يعاصر الفنون الحديثة، عمل مديرا لإدارة التربية الفنية بوزارة التعليم.