حَضية خَافي علي أكتافِ السَماء Haddiya Khafi on the shoulders of the sky >> التصوير

حَضية خَافي علي أكتافِ السَماء Haddiya Khafi on the shoulders of the sky

بقلم/مُحمّد عُكاشة

القاصة السعودية حضية خافي تصدرُ فيما تكتبُ عن مخزونٍ ثر في اللغةِ وعن أخيلةٍ بديعةٍ وقُدرة عاليةٍ علي السَرد. الكاتبُ القاصُ ولفحصِ مقُولاته لا سبيلَ للناقدِ المُحكمُ من تناولِ أعمالهِ في سياقاتها التاريخية والاجتماعية دونَ إعتساف إلي جانبِ محاولةِ استصحابِ سيرةُ الكاتب الذاتية ما أمكنهُ وسيلةً أخري يلتفُ يستعينُ بها علي قراءاتِه النقدية فحَضية خافي نشأت في بيئةٍ ذاخرةٍ بالتراث والموروثات الشعبية وفي مكانٍ شديدُ التنوع في مناخاتهِ وفي أصولُ ساكنيه ذلك أن منطقة جازان محافظةُ ضِمد بالمملكة العربية السعودية تُعدُ أكثر خِصباً تستنبتُ الزرعَ وتتقدمُ بالوعي وجازان في العصر الجاهلي وفي الإسلام كانت تُسمي “مخلاف” وهي تسميةٌ ناجمةٌ بحسبِ ياقوت الحموي ناتجة عن تخلُفِ القبائلِ تعبرُ بها ثم هي تتخلفُ تستقرُ بها لما تَحظي به من مِيزاتٍ تُغري العيشَ والاستقرارَ والخلودَ إلي صِقعها وجازانُ هي مَسقطُ رأس القاصةُ حَضية تستلهمُ منها وتُبدع. القاصةُ السُعودية حضية خافي كاتبةٌ مُجدةٌ مُثابرةٌ لا يُوهنُ عزمها كلالةٌ ولا تستبطئُ جَهداً للإنتاج الكتابي في مجالِ القِصةِ القصيرة بيدَ أنها تَفترعُ أسُلوبيةً مبتكرةَ في النص القصصي فمجموعة ” علي أكتاف السماء” تضمُ مجموعةً قَصصية قد لا تُجاوزُ بعضُ النصوصِ بها بضعةُ اسطرٍ غيرَ أنها حَمالةَ المعاني طماحةٌ بالدلالات تَختزنُ عُمقاً فلسفياً لا شأوَ له وهي في ذا مِثلُ محمد بن عبدالجبار النِفَري تَضاعيفُ حكمته البديعةُ “إذا اتسعتِ الرؤيا ضاقت العبارة” لو أني أُحملُها علي مَحمَلٍ يَدلُ علي طريقةِ الكاتبةُ حَضية في هذي التي قرأتُ وفي تينكِ المجموعتين الاُخرييّن “أسطورة بلاد النور” و”مسرحية الموت” سوي أني ها هنا لستُ بصددِ الكتابةِ عنها من منصةِ الناقدِ المختصُ يحترفُ صِنعتهُ ويَملكُ أدواتهِ وإنما هي مُحاولةُ ناقدٍ يقرأُ بحسبِ تصنيفاتِ الدكتور جابر عصفور لمراتبِ النقد الأدبي فبحَسبهِ فهو يَعتبرُ القارئ ُ العاديّ أبلغُ في التعبيرِ عن نقدِ العمل الإبداعي خُصوصاً القصةِ والرواية فأنا أقرأُ حَضية خافي أحتفي أطربُ فأثملُ مملوءً بل ألتذُّ بسِحرِ ناتجها الإبداعي يمسُ حالتي ويَكشفُ مَقالتي. القاصَة حَضية خافي بالنظرِ إلي سِيرتها الذّاتية فهي تخصصت في التمريض وهو مهنةٌ انسانيةٌ تلتصقُ بالناسِ والأحياءِ تنغمسُ في التفاصيل وفي ذا انعكاسٌ علي تجربتها وفي تأمُلاتها تُضمنُها في روايةِ حِكاياتها في لغةٍ أقربُ إلي السهلِ المُمتنع غيرَ أنها كتابةٌ فلسفيةٌ مُعمقةٌ تكشفُ عن ثراءِ تجربتُها النفسية والشُعورية إلي جانب عاملٌ ذاتي آخر وهو أنها مُولعةٌ علي نحوٍ خاص بالأدبِ الروسي عاكفةٌ عليه تتعلمُ منه وتجلي أثرُ ذلك في رواية “اسمي أحمر” والأدب الروسي ذاته يدلُ عليه نصوص “أكتاف السماء ” التي تغوصُ تستغرقُ في عملية أنسنة الجمادات في بعض القطع النثرية تُقصها تكادُ تنطقُ طَلاقةً.

(1.0) مشاهدة: 843
Abdul Rahman Al-Younis

Abdul Rahman Al-Younis 1

Abdul Rahman Al-Younis

Abdul Rahman Al-Younis 2

Abdul Rahman Al-Younis

Abdul Rahman Al-Younis 3